رياضة مفيدة ولكن الممارسات الخاطئة قد تؤدي للإصابة بأمراض خطيرة
يقبل عدد كبير من الشباب على صالات بناء الأجسام والتي انتشرت بشكل واسع مؤخرا، بعضهم يسعى للحصول على اللياقة والصحة والجسم المتناسق والبعض يهدف إلى زيادة حجم عضلاته بشكل ملفت وبشتى الوسائل

وهذه الرياضة بحسب اصحاب الاختصاص "سلاح ذو حدين" فإذا تمت بشكل طبيعي لها فوائد كبيرة في حين أن اللجوء إلى المنشطات والهرمونات يؤدي إلى مضار صحية خطيرة.


رامي حسن 24 عام يقول "البعض يمارس هذه الرياضة بهدف اللياقة والرشاقة وجمالية الجسم والبعض الآخر يسعى إلى تضخيم عضلاته بسرعة، وذلك يتم بطرق غير سليمة من خلال تناول ما يسمى المكملات الغذائية والهرمون بشراهة وبدون ضوابط...


وعلى الرغم من أن رامي يمارس هذه الرياضة فهو يرى بأنه يجب أن يكون اللاعب "واعي لمخاطر هذه الرياضة خاصة على المفاصل والعمود الفقري"... ويتابع "بناء الأجسام هي آخر الرياضات التي يجب أن يفكر فيها الإنسان".


المكملات الغذائية... "لا تؤثر"


علاء حداد 22 سنة يمارس بناء الأجسام منذ 5 سنوات "أتناول المكملات الغذائية من حموض أمينية وبروتين بالإضافة إلى إبر الهرمون... هي باعتقادي لاتؤثر على جسم الإنسان ولا تضر بل تكسب الجسم حيوية ونشاط وقوة من خلال تجربتي وكل لاعب بناء أجسام عليه أن يتناول هذه الأشياء بشكل بديهي".


رياضة مفيدة بشرط عدم تناول الهرمونات والمكملات


فيما يرى مروان الأحمد 25 سنة والذي يمارس بناء الأجسام منذ أربع سنوات بأن "هذه الرياضة تكسب الجسم النشاط والحيوية والثقة بالنفس بالإضافة إلى الناحية الجمالية للجسم حيث يصبح أكثر تناسقا... فهي رياضة مفيدة ولا تؤذي الجسم إذا ما تمت بشكل طبيعي وسليم بعيدا عن تناول الهرمونات خاصة الحيوانية وما يعرف بالمكملات الغذائية أيضا".


وبهذا الصدد التقت "... شباب" مدرب بناءالأجسام لتسع سنوات وائل الحلو الذي قال "بناء الأجسام هي لعبة لياقة وقوة بالإضافة لما تكسب الجسم من مظهر جميل متناسق فهي رياضة كاملة خاصة إذا كانت تمارس بشكل صحيح وهي مكملة للرياضات الأخرى كرة السلة كرة القدم السباحة من أبرز فوائدها تقوية الأوتار في الجسم وتنشيط الدورة الدموية والتخلص من الشحوم"...


وحول مخاطر هذه الرياضة قال "هي لا تخلو من أضرار على العمود الفقري والمفاصل إذا مورست بشكل خاطئ وأيضا تناول الهرمونات داء هذه اللعبة ويحولها إلى رياضة غير سليمة هي تعطي شكلاً خارجياً قوياً ولكنها على العكس من ذلك تؤدي إلى نقص مناعة الجسم وتجعله عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة".


وأوضح الحلو بأن الهورمونات "محظورة قانوناً والعديد من الأندية أغلقت بسبب تداول الهرمونات من أشهرها هرمون التستسترون الذي يؤثر على الإنجاب وهناك أيضا ما يسمى المكملات الغذائية من حموض أمينية وبروتينات مسموح تداولها رغم أنها تؤثر على الكبد والكلى أيضا... نسبة كبيرة من الشباب ليس لديهم الوعي ولا يبالون بخطورة هذه المنشطات علماً أن الغذاء الطبيعي الطازج هو الأفضل"‏.


وأضاف بأنه "يجب أن يعي الشباب أن عملية بناء العضلات عملية بطيئة‏,‏ وتحتاج إلى تدريبات مستمرة ودؤوبة‏,‏ ومن الممكن عدم إحراز أي تقدم قبل ستة أشهر‏,‏ وللمحافظة على النتيجة التي يتم الوصول إليها يجب الاستمرار في التمرينات‏".


وايضاً حول الموضع من الناحية الطبية التقينا مع أخصائية العظام والمفاصل الدكتورة حنان الحجيج التي حذرت من تعجل النتائج وقالت بأنه "في البداية يجب العمل على بناء كتلة عضلية كبيرة لمدة عدة أشهر ثم العمل على تدريب كل عضلة على حدة للوصول إلى الشكل المنحوت للجسم الذي يسعى إليه عدد كبير من الشباب‏ وهناك فترات يحدث بها ركود في عملية بناء العضلات‏،‏ وهذا ما يجعل الكثير من الشباب يلجؤون إلى الهرمونات المنتشرة في الصيدليات والتي تزيد من حجم العضلات‏.‏


وهذا الحل مرفوض تماماً لما له من عواقب ضارة‏.‏ والحل الأمثل هو الراحة لمدة ‏5‏ أو‏7‏ أيام لإعطاء فرصة للعضلة المستحدثة كي تنمو"‏.‏


وأوضحت الدكتورة "حنان" بأن‏ أضرار الهرمونات خطيرة جدا فهي تؤدي إلى‏ الإصابة بالسرطان‏، وارتفاع ضغط الدم‏,‏ وزيادة احتمال الاصابة بأمراض القلب‏، وأضرار بالكبد والعجز الجنسي‏‏.


وبينت الحجيج أن أسباب الإصابة متعددة وهي‏‏ "التدريب بطريقة خاطئة،‏ أو تدريب زائد للعضلة باستخدام أوزان غير مناسبة‏، أو زيادة سريعة للأوزان بشكل لا تحتمله العضلة‏.‏ والحل السريع المؤقت في مثل هذه الإصابات الراحة واستخدام كمادات ثلج".


تجدر الإشارة إلى أن لاعب بناء الأجسام يجب أن يتجاوز 18 سنة وعليه أن يتناول وجبة كل ‏3‏ ساعات مع عدم تناول أي وجبة قبل النوم بساعتين‏ وأن يكون الغذاء متنوعا وعلى النحو التالي‏: 60%‏ نشويات‏،‏ و‏20%‏ بروتينات‏,‏ و‏20%‏ دهون‏، وتناول كميات كبيرة من السوائل لا تقل عن ‏8‏ أو‏10‏ أكواب يومياً.