وداعاً أبا ياسر .... النشمي عبدالرحمن الصليب أبو ياسر النشمي ¨ ..ما أشبه هذه الكنية بصاحبها .. تراه شاباً نشيطاً متوثباً وتراه بسيطاً سهلاً متواضعاً مطيعاً ليناً بيد
إخوانه تراه متكهفاً كأنما يبحث عن شئ فقده ، نعم ، إنه يبحث عن الشهادة ، فقد ترقبها في البوسنة ولكن الله علم أن له جولة مع الباطل في أرض أخرى لعلها لم تكن تخطر له على بال . لقد ذهب أبو ياسر إلى البوسنة متعطشاً للذود عن حمى

الإسلام وأعراض أهله التي تنتهك في بلاد الديموقراطية (أوربا) ذهب في اليوم الذي رزق فيه بمولود أسماه (جهاداً) وكان يتنقل بين الجبهات مردداً : لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما لبيك لبيك لبيك رجع من البوسنة منكسراً حزيناً حيث لم يرزق الشهادة ، لكن رجع متوثباً للعمل في خدمة الدين فإن شئت رأيته في المبرة لخدمة المحتاجين يعمل في المستودع يتحرك بكل حماس

ينقل الأشياء بنفسه لا يرضى أن يحمل أحدٌ معه ، وإن شئت رأيته مشرفاً على مدرسة تحفيظ القرآن النسائية متحمساً لبرامجها فاعلاً في تنشيطها ولكن ومع كل هذا فإن جذوة الجهاد لم تنطفئ في قلبه فهو يترقب ويسأل عن موقع يعبد الله فيه بفريضة الجهاد فما لبث أن سمع بأخبار إخوانه في الشيشان وهي تقض مضاجع الغيورين من المؤمنين وإذا بأبي ياسر يتلهف يسأل عن الطريق ويبدأ الإعداد فيملأ حقيبة أحد أطفاله رملاً وأصبح يحملها ويجري بها كالجعبة لمسافة عدة كيلومترات وهكذا يومياً وهو يسأل الغادين والرائحين عن الطريق فلم يعد يستطيع التفكير في غير الطريق إلى الجهاد فقد ملك عليه عقله ولبه .وتيسّر له الطريق فخرج فرحاً مسروراً حيث الجبال الجليدية وحيث تصل درجة الحرارة إلى (50) تحت الصفر

وحيث حمي الوطيس حين تدار كؤوس الموت وأبو ياسر يقلب في صفحات العز ينصر إخوانه ينتقل من موقع إلى آخر مبتهجاً بهذا الموطن الذي تقام فيه السوق الرابحة . وفي الطريق إلى أرغون تأتيه رصاصة لتنقله إلى جنات الخلود _ بإذن الله _ حيث تنـزل الحورية لتنفض الغبار عن رأسه مستبشرة بمقدمه إليهم .ومضيت أبا ياسر وخلفت سبعة من الولد أكبرهم ذات العشر سنين وأصغرهم ذو الأشهر الثلاثة . ولكن لهم الله

------------
* النشمي
وتعني عند أهل نجد الرجل النشيط المتفاني في خدمة الآخرين ويتصف بصفات النجدة .النشمي وما أقل النشامى .

نقلا عن صوت القوقاز