أفاد خبراء بأنه يجب عدم الإستهانة بالضربات التي تصيب الرأس وخاصة تلك التي تبدو في البدء بسيطة في شكلها، فلا ينجم عنها ألم فوري حيث من الممكن أن تتسبب لاحقاً بأذى دماغي مهدد للحياة. |
ونقلت شبكة (CNN) الإخبارية عن مدير مركز الحالات العصبية الحرجة، التابع لكلية الطب بجامعة ديوك الدكتور كارميلو غرافاغنينو أنه " من الممكن أن يبدو أي شخص تعرض للسقوط أو لحادث سيارة بمظهر طبيعي تماماً عقب الحادث مباشرة، إلا أن وضعه قد يتراجع بسرعة وبشكل فجائي". وأضاف غرافاغنينو أنه "على سبيل المثال، كانت الممثلة ناتاشا ريتشاردسون، تضحك وتتحدث مع أصدقائها بعد تعرضها للسقوط أرضا الاثنين الماضي، أثناء درس التزلج للمبتدئين،وبعد فترة قصيرة من عودتها إلى غرفتها، اشتكت من ألم في الرأس، وتم نقلها إلى أقرب مستشفى ". وأوضح غرافاغنينو أن "من الممكن أن يبدو المريض طبيعياً إلى أقصى حد، دون أن يدرك أن هناك نزيفا داخل الدماغ. ومع ارتفاع الضغط تظهر الأعراض الكلاسيكية لأذية الدماغ الرضية ". وذكر غرافاغنينو أن "في هذه الإصابات نجد أن الدم يحتجز بين الجمجمة والطبقة الصلبة من الجلد بين العظم والدماغ، والتي يطلق عليها المادة الجافية. ومع تدفق جريان الدم من الشريان المتمزق يتجمع السائل، ويخترق المادة الجافية". ولا يشعر المرضى بحدوث كسر في الجمجمة، الذي يقع في مثل هذه الحالات عادة فوق الأذن على العظم الصدغي. وهناك شريان يسير فوق الجمجمة يمكن أن يتعرض للتمزق ويبدأ بالنزيف فوق سطح الدماغ. وهو أمر ينجم عن تعرض الدماغ لزيادة في الضغط، مما يؤدي إلى تورمه، حيث لا تتواجد مساحة كافية له ليتحرك داخل تجويف الجمجمة، ومع استمرار الضغط، يقل الجريان الدموي إلى الدماغ، لتبدأ الأعراض بالظهور لدى المريض. وتعرف هذه الحالة بين أخصائيي العصبية بـ"تناذر تحدث ومت،" وذلك نظراً للتدهور السريع، الذي يتعرض له المريض. وليس بالضرورة أن تكون الضربة شديدة كي تظهر الأعراض التي يتراوح زمن ظهورها مابين الدقائق الخمس الأولى من الحادث وحتى ثلاث ساعات بعده، وهي عبارة عن غثيان، صداع شديد، عينان براقتان، مع تبدل في حجم حدقتا العينين، ونوم مفاجئ. والحل الوحيد في هذه الحالة مراجعة المستشفى خلال الساعات الأولى، حتى لا يصبح الأذى الدماغي دائماً، وغالبا ما يكون الحل جراحي عبر فتح الجمجمة وإيقاف النزيف. وينصح الأطباء بعدم الاستهانة بارتداء الخوذة لحماية الرأس قدر الإمكان، والانتباه إلى أية أعراض قد تظهر خلال الساعات الأولى من الحادث. يشار إلى أن العلاج الفوري بعد أي ضربة من هذا النوع يكون أساسيا، لأنه غالبا ما يكون الخلل الناجم عن سبب الورم الحاصل غير قابل للشفاء في أوقات متأخرة. والخطوة التالية بعد ذلك تكون بمراقبة نشاط الدماغ والبحث عن أي أذى دائم، ويبقى المريض عادة لمدة شهر في غرفة العناية المركزة العصبية، ومن بعدها يبدأ برنامج إعادة تأهيل بالعلاج الطبيعي، لاستعادة الوظائف الدماغية المتأثرة. |