يخترقني طيفه
كرائحة الياسمين
يخترق كل الحواجز
يحتل روحي
يعشش في ذاكرتي
يغتصب كل ما حولي عنوة
لا تمنعه النوافذ الموصدة
أنفاسه تطفئ الأنوار حولي
كما الريح تطفئ الشموع
وجهه سمائي
بريق عينيه نجوم ليلي
صوته أنغام مخملية
آهاته سيمفونية
ضحكته تحول دموعي بسمة طفلة
ضمته تحولني دمية
دمية تضحك وتبكي بلمسة
حروفه ترسمني كلوحة
غضبه يجعلني غيمة
غيمة .. تمطر دماً
فيسيل دمي قطرة ....قطرة
خياله يهبني الجنون
فأمسي جنيّة.. أسرح ....أمرح
في كأس ماء ... أبحر
فتحول صحرائي خميلة
رمالها فنن أخضر
فأعيش حلمي حقيقة
رائحته فيها ياسمينة تزهر
شوقه رغم سعيره .. شتاء يمطر
وحين أشتاق إليه
تتساقط الأمطار من عيون القمر
يغمرني العجاج فيعمى البصر
يكسحني الجنون فأحارب القدر
تخنقني الحروف وتصرخ جبر
فكل أسراي في هواه أعلنها جهر
ويموت من قاموسي كل معنى للصبر
ويرافقني في كل لحظة القهر ثم القهر
فأمد إليه مناجاة روحي لقلبه جسر
وأزرع طريقي إلى قلبه شتى أنواع الزهر
فأتمنى أن أمضي بين ذراعيه ما تبقى من العمر
في غيابه
أعشق الليل الذي يستر ملامحي
أكتنز كل دموعي في أرشيف وسادتي
أتفيء في ظل حماقات صمتي
أكره الشمس التي تبتلع الليل الحنون
يتمخض الألم في قلبي
فينجب ألف ألف صداع في رأسي
فتحوم الغربان على بقايا نعشي
وأشعر بأن الأميال بيني وبينه طويلة
وكل ميل عصر من العصور القديمة
وكل عصر محيطات وبحور عميقة
فتتخذني الوحدة خليلة ورفيقة
فيأتي صوته من البعيد البعيد
ليشق المسافات بعصا من نور
كما شقت عصا المسيح الخلجان والبحور
فيمزق من حولي ستار الفتور
أحبّك
أحبّك
نعم أحبّك
وأعلم أني كلاعبة سيرك
أسير على حافة حبل شاعر
أرتشف سكاكين القصائد
وأقبّل نار النقاط
وأعلم أيضاً بأن موتي على شفا حفرة من لسانك
وأنك ستغتالني برمشة من قرارك
ولكنه قدري